قبل ان يرحل رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين.. الرحمن الرحيم.. مالك يوم الدين.. الذي لا فوز إلا في طاعته ولا عز إلا بالتذلل لعظمته ..
ولا غنى إلا في الافتقار إلى رحمته.. ولا حياة إلا في رضاه ولا نعيم إلا في قربه سبحانه الذي إذا أطيع شكر ..
وإذا عصي تاب وغفر وإذا دعي أجاب ..
فأشهد أنه الإله الواحد الأحد.. الفرد الصمد..الذي لم يلد ولم يولد...ولم يكن له كفوا احد..
واصلي واسلم على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وبعد..

أخواتي الحبيبات..

أحيكن
أخواتي.. واحي هذه الوجوه الطيبة .. وتلك القلوب الدافئة .. والنفوس
المطمئنة التي سكنت واطمأنت بتشريفها هذه المجالس العظيمة .. مجالس الذكر
حلق الذكر التي تتنزل على أهلها السكينة .. وتغشاهم الرحمة

وتحفهم الملائكة ويذكرهم الرحمن فيمن عنده.. ويباهي بهم ملائكته..
فما أعظمه من أجر .. وما أجمله من تشريف.. فالحمد لله الذي جعلنا من أهلها..



يا باغي الخير أقبل.. يا باغي الخير أقبل.. ويا باغي الشر أقصر..

يا باغي الخير أقبل.. ويا باغي الجناان اقبل ..

فقد حلت نفحات الجنان بقدوم ضيف..

حنت إليه نفوس المتقين.. واشتاقت إليه قلوب الصالحين..

ضيف طال انتظاره ونتمنى دوامه...

وهاي الايام مرت وطوت ولم نشعر بها ...

وهاهو الضيف العزيز الضيف الخفيف قد شد الرحال ...

وان العين لتدمع والقلب ليحزن على فراق هذا الشهر الفضيل ....

ولكن اخيه

قفي

قبل ان يرحل رمضان ؟؟؟!!!!

قفي وتأملي حالكِ .. اسالي نفسك

يا ترى لو مت الآن أين سأكون .. فى الجنة أم هى النار ؟ .. ياترى هل غفر لى فى رمضان ؟ أم خبت وخسرت ؟
يا
حسرة ذلك العبد .. ذلك العبد الخاسر الذى يأتيه موسـم الخير فيتركه
وتلامسه الرحمات فينزع نفسه منها .. ماذا فعلت فى رمضان ؟ كن صادقا مع
نفسـك لتنجو .. هل اغتنمت موسم الخير ؟.. هل عرضت نفسك
لنفحات الرحمة من الرحمن الرحيم ؟.

]هاهى أيام الخير تمضى وترحل



إليك الفرصة الأخيرة لتلحقي قطار الفائزين ..
ففى كل يوم من رمضان ينجو من النار سبعون ألفا ..

فاالحقي بهم
.
[وإياك إياك .. أن تفلت منكِ ليلة القدر ..

احرصي
ولو قُطّعت أجزاءاً أو أُحرقت بالنار ألا تفوت منك ليلة القدر . هل تطيقي
ان تعبد الله أربعا وثمانين سنة متصلة ؟ هل تستطيعي ؟ .. فهنيئا لكِ حين
تأتيك في ليلة عبادتك فيها أفضل من العبادة فى أربع وثمانين سنة ( ألف شهر
) ؟

خسارة و حسرة إن ضاعت منكِ هذه الليلة ؟

و لا تنسي في عشرك يا أخي سـنة الاعتكاف و الربوض على أعتاب الحق سبحانه تتعرض لرحماته فلعل رحمة

تصيبك لا تشقى بعدها أبدا


واحرصي أيضا على آخر ليلة من رمضان
.. فإنها آخر الرحلة ونهاية السباق ..

إنها آخر فرصة


آخر نفحة من نفحات الشهر الحبيب ..
قبل ان يغادرنا ويرتحل ...

وما يدريك لعله آخر رمضان ؟

.. وفى هذه الليلة يعتق الله من النار مثل ما أعتقهم خلال الشهر أى ما يعادل مليونين ومائة الف.

فأى خسارة وأى حسرة إن لم تعتق من النار وسط هذا العدد الكبير ؟

وأخيرا .. انتهى رمضان ورحل ..

هناك من أخذهم من الأرض ورفعهم إلى السماء .. وهناك من حاول أن يرفعهم فلم يرغبوا فى النهوض فتركهم .

و أخيرا يرحل الشهر ..

ويفوز الصائمون .. و يخسر اللاهون العابثون

فهيا نحاسـب أنفسـنا و نسـتدرك ما فاتنا

و نرجو من الله ربنـا القبول و الرحمة و العتق من النار في عشـر العتق من النـار.

]وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه اجمعين